قام المخرج نيل بلومكامب بصنع فيلمه الثاني”غير القصير” في مسيرته بعد إبداعه لواحدة من روائع الخيال العلمي على الإطلاق District 9 و لكن هذه المرة بمشاركة النجم مات دايمون و بميزانية أكبر بكثير من سابقه “المستقل”، مما يدعو إلى رفع سقف التوقعات عالياً لهذا الفيلم فهل كان بنفس المستوى المذهل لـ District 9 أو هل تمكن من تجاوزه ليكتب اسمه بين روائع الخيال العلمي في 2013؟
الجواب هو لا.. للأسف الشديد لم يصل Elysium إلى ما كان متوقعاً منه و لكن هذا لا يعني أنه كان فيلماً سيئاً فكما هو معروف District 9 كان واحداً من أفضل أفلام 2009 فهل من العدل المقارنة حقيقةً؟ بدايةً تمتع الفيلم بقصة مميزة جداً مثيرة، مشوقة و حبكة واقعية على نحو ما جمعت ما بين التطور و التقدم من جهة و بعض الأمور التي تعاني منها الإنسانية على المستوى الأخلاقي من جهة أخرى، مؤثرات الفيلم لا يعلى عليها بجمالها و إتقانها، أضف عليها أداء الممثلين الذي كان أمر استثنائي آخر. أمور عديدة جعلتني أغرم بهذا الإبداع الحقيقي و استمتعت به على نحو كبير، و لكنه عانى من بعض النقاط السلبية البسيطة مثل التركيز الكبير على القصة في تغاضي واضح على جانب الأكشن الذي في رأيي كان “من الممكن” أن يضيف ميزة إضافية إلى هذا الفيلم.. جانب سلبي آخر تمثل بجزء من النهاية المختلطة التي وجدت أنها تستحق سيناريو أحداث أفضل. بشكل عام الفيلم استثنائي جميل جداً أنصح الجميع بمشاهدته و احتوى على بعض الأفكار الجميلة التي تم عرضها من خلال نص ذكي في زمن مستقبلي خيالي. نيل بلومكامب لم يكتفي بإخراج الفيلم بل قام أيضاً بكتابته و المشاركة في إنتاجه.
تدور أحداث الفيلم عام 2154 في زمن يشهد انقسام طبقي واضح بين الفقراء و الأثرياء، حيث يعيش الفقراء على الأرض المدمرة المكتظة بالسكان بشكل كبير بينما ينعم الأثرياء الارستقراطيين بالعيش في محطة فضائية تدعى Elysium (وهو مصطلح يوناني يعني الجنة) تم تهيئها لمناسبة حياة البشر، محطة تحتوي على جهاز متطور يدعى Med-Bays يملك القدرة على المحافظة على البشر بعيداً عن الأمراض و الإصابات. الرجال الآليين التابعون لـ Elysium يسيطرون على النظام العام في الأرض بشكل اقرب من الاستبداد، أمر جعل ماكس دي كوستا (مات دامون) يخرج عن صمته. يعيش ماكس في لوس انجيليس حيث يتعرض من خلال حادثة جرت في مكان عمله لكمية إشعاعات قاتلة مما يعطيه مهلة صغيرة (5 أيام فقط) للصعود إلى مكان لطالما حلم بالتواجد عليه “Elysium” من أجل معالجته، المحاولات العديدة التي تقوم بها القوة المسيطرة لمنع جميع سكان الأرض من الوصول إلى المحطة الفضائية لن توقف ماكس الذي لا يملك مهرباً من الموت سوى تلك الأجهزة الحديثة. شارك في بطولة هذا الفيلم شارلتو كوبلي بطل فيلم District 9 في دور الجندي الفاشي (كروغر) و جودي فوستر بدور وزيرة الدفاع المتسلطة، بالإضافة إلى عدة وجوه أهمها ديغو لونا، واغنير مورا و ويليام فيشنير.
تلقى الفيلم نقداً إيجابياً بالمجمل بعد التأكيد على مقارنته بـ District 9 و وصلت أرباحه العالمية إلى (284 مليون دولار)، رقم منع الفيلم من التميز مادياً و وضع الفيلم في وضع حرج بسبب ميزانيته التي اقتربت من الـ (115 مليون دولار). يذكر أنه تم تأجيل إصدار هذا الفيلم لـ 8 أغسطس من العام الجاري ليتجنب المنافسة مع الفيلم الناجح Oz The Great And Powerful.
قد لا يكون من أفضل اللوحات الخيالية لهذا العام و لكن Elysium يقدم تصوير مميز لبعض الوقائع الحقيقية مع إدخال العلم و الأكشن بشكل جميل جداً مما أثبته كواحد من الأفلام الشيقةً المميزة.